أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفوت جلال الجباري - غزوة ستوكهولم















المزيد.....

غزوة ستوكهولم


صفوت جلال الجباري

الحوار المتمدن-العدد: 3216 - 2010 / 12 / 15 - 15:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ها ان ذيول الارهاب الاسلامي قد افصح عن نفسه في بلد الصقيع( السويد) احدى تلك الدول الاوروبية الذي اصبح عنوانا للديمقراطية والتسامح ومنبرا لحرية الانسان والاديان ... وبات ذلك الارهاب الدموي الظلامي الذي يستمد تعاليمه وتفاسيره للكون والحياة والبشرية من متن الشريعة الاسلاميةوكتابه المقدس وخاصة ما يعرف (بالآيات المدنية) والتي تنادي بقتل الآخر الغير المسلم وبالجهاد في سبيل الله بالاموال والانفس, والتي بخلاف (الآيات المكية) التي كانت تنادي بروح التسامح وحرية اختيار الدين والعقيدة من قبيل ("قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين") ...كما ان تعاليم الوهابية النظرية وسموم بن لادن التطبيقية ومن هم على شاكلته اضحت تهدد و تدق ابواب اكثر من عاصمة اوروبية في محاولة لئيمة لتحويل حياة سكانها الآمنين من سلام وطمأنينة وامن الى تلك الفوضى والقلق التي يريدها حملة رسالة الدم والظلام زرعها في نفوس الآخرين وجعلها جحيما و بحرا من الدماء والدموع ومجتمعا ت مبنيةعلى الخوف والرهبة والرعب كالمجتمعات الاسلامية في الشرق الاوسط واجزاء من اسيا وافريقيا ,لاعادة مآثر الاجداد في (الجهاد و قتل الكفار) نزولا عند متون بعض الاحاديث المحمدية و بعض الأوامر الالهية الأسلامية من آيات (الذكر الحكيم) ,والتي من المفترض ان تصدر الآن ممن يعتبرون انفسهم اسلاميين معتدلين ومن يعتبر ويعتقد ان الاسلام هو دين التسامح والتعايش ,فتاوى واضحة وعلنية باعادة تفسير تلك الآيات التي جاءت في اوقات ومناسبات بعيدة عن زماننا ومكاننا الحالي حتى لا يفهم الاسلام خطأ ولا يكون المسلمون ضحية تصرف نفر ضال منهم ولا يتشوه صورتهم وصورة دينهم امام الآخرين بالشكل الذي لا يخدمهم ابدا ... ولا شك ان تلك الآيات التي تحرض على القتل وسفك الدماء كثيرة بل لا تعد ولا تحصى ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ومن سورة واحدة فقط من سور 144 في القرآن وهي سورة التوبة (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) التوبة الاية 14 و(قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) سورة التوبة الاية 29 ...(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).التوبة 123... (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )... التوبة 111......والى آخره من المئات من تلك الأيات التي تحرض على القتل والتمثيل والذبح والافناء......
,فحينما هاجر (عبد الوهاب العبدلي) والد انتحاري ستوكهولم المقبور( تيمور), لاجئا ومشردا من العراق قبل 18 عاما ليحط الرحال في بلد السويد , لم يكن ليتخيل كل هذا الاحترام والعطف والرعاية التي احاطت به من قبل القائمين على شؤون الهجرة في هذا البلد الآمن الذي آواه من خوف واطعمه من جوع ..... فمن توفير شقة شبه مؤثثة وراتب كان يعادل راتبا محترما حتى قياسا ببلده (العراق) الذي كان يئن آنذاك تحت وطأة الحصار الذي فرضه نظام الارعن صدام على الشعب العراقي... ومن مدارس هادئة ومريحة تعلم فيها ابنه (تيمور) وهو لم يكمل من عمره العشرة ربيعا ... ومنذ اليوم الاول واثناءاللقاء الاول مع مسؤولة المدرسة التي سيكون فيها (تيمور) طالبا .... التي وعملا بالقوانين السويدية النابعة من انسانية ونضج هذا الشعب ونظامه الديمقراطي المتسامح, حيث يتم السؤال عن ديانة هذه العائلة الجديدة (وهو السؤال الذي لا يتكرر مرة ثانية ) والهدف منه ليس لتمييز هذا الطفل عن الآخرين من اقرانه او معاملته باسلوب آخر خلافا لهم و كما الفناه في بلدنا العراق وخاصة في مرحلة ما بعد سقوط البعث, حيث يجري تشريد و قتل و ذبح الانسان بسبب هويته القومية و الدينية او المذهبية.... بل كان ذلك السؤال البرئ من اجل اعداد طعام اسلامي لهذا الطفل الضيف في هذا البلد (أي طعام خال من لحم الخنزير ومشتقاته) وهونظام متبع حتى لو كان هناك تلميذا واحدا من بين المئات فانه يتم اعداد طعام خاص له بحيث لا يتعارض مع مبادئه الدينية , رغم ان البلد قد فصل دينه المسيحي عن دولته العلمانية منذ عقود من الزمن الا ان هناك حرية دينية في ممارسة الشعائر والطقوس حتى اكثر من تلك البلدان التي اتى منها المهاجرون وبالاخص المسلمون الذين تدفع الدولة مصاريف كبيرة مستقطعة من تعب وشقاء دافعي الضرائب حتى يستطيعوا بناء واقامة المساجد في اغلب الاحياء حتى و ان يمارس طقوس دينه بحرية ويسر ... نعم ويكبر هذا الطفل ويترعرع في هذا المجتمع السويدي المتسامح ويتنفس هواءه الصافي ويشرب من مائه الرقراق ... الى ان يتخرج من احدى مدارسه الثانوية لينتقل الى (لوتن) في بريطانيا وليدرس الطب الرياضي مستفيدا من القرض الميسر الذي يمنحه هذا البلد السخي في العطاء والانسانية اسوة باي طالب من ابوين سويديين .... ليرجع بعد عدة سنين اليه وقد تم غسل دماغه المريض والملوث اصلا بتعاليم تحرض على القتل والذبح والتنكيل وهو يسمعها ويراها من شاشات التلفاز او من خلال المواقع الارهابية المتخصصة في بث تلك السموم و كيف يتم ذبح الانسان امام الكاميرا بصيحة واحدة باسم الاله الاكبر من قبل (المجاهدين ) في بلاد الرافدين او افغانستان.... وذلك( لأعلاء) كلمة الله على الارض كما يروج لها هؤلاء المرضى , وكأن كلمة الله لن تعلوا ولن تسموا الا بسفك الدماء واعلان الغزوات وقتل الابرياء تحت حجج واهية بعيدة عن روح العصر و معاييره الا نسانية .... وتيمور الطالب المتخرج من بريطانيا (بلدة لوتان ) الموبوءة باللوث والفايروس الارهابي البن لادني الدموي و المتخلف ... وبدلا من ان يوظف ما تلقاه من علوم ومعارف في خدمة بلده الثاني السويد... والذي بات يعج بمئات الآلاف من ابناء بلده ودينه ومذهبه وهم يعيشون حياة الوئام والامان الذي افتقدوه في بلدانهم .. ياتي هذ الارعن الناكر للجميل والمجرد من كل نازع انساني يمكن ان يصنفه في عداد بني البشر , ليخطط وربما مع عدة منحرفين من امثاله في كيفية تقويض الامن والاستقرار في هذا البلد وكيفية ايقاع اكبر الاذى بسكانه الذين بات الاجانب يمثلون نسبة كبيرة منهم وخاصة في العاصمة( ستوكهولم ).. ولو قدر للمحاولة الآثمة التي خطط لها هذا الشيطان ومن معه ان ينجح, لكان المئات او الآلاف من البشر بمختلف الوانهم واعراقهم واديانهم قد تحولوا الى اشلاء محترقة ممزقة تماما كما يحدث في العراق وافغانستان اللتان تلقت المجاميع الارهابية مؤخرا فيهما ضربات موجعة كان آخرها الكشف عن اكبر وكر لهؤلاء الداعرين باسم الاسلام في مدينة الانبار العراقية وربما كان المجرم المذكور قد تلقى اوامر من اسياده هناك للقيا م بفعلته الشنيعة في هذا البلد الطاهر الآمن, ومن محاسن الصدف ان جسده النتن فقط كان وقودا لهذا المخطط الاجرامي الرهيب .... ويوما بعد يوم يثبت الاسلام السياسي كفكر وفلسفة وممارسة افلاسه التام والنهائي, لانه لم يعد قادرا على الصمود امام متغيرات العصر وتقدمه العلمي والتكنلوجي الذي يرفض العقل الراجح فيه ان يضخ في مداركه تلك الاسمال البالية من عادات وتقاليد بدوية صحراوية اكل عليها الدهر وشرب والتي تهدف بالاساس الرجوع بالانسان العصري والمجتمع المتطور دوما ,القهقري الى الوراء لقرون وقرون .. حيث عوالم الغيب والظلام والاستسلام ... وقد يكون( تيمور) احد هؤلاء المرضى الذين تم حشو عقولهم الفارغة باكذوبة الحوريات الاثنان والسبعين والولدان المخصيين في جنان الخلد وخاصة ان اخر الاخبار المتسربة من الاعلام قد ذكرت ان تيمور كان ينوي الزواج من امرأة ثانية ويظهر انه فضل الحوريات الاكثر عددا على مجرد حقه الاسلامي المعهود في المثنى والثلاث والرباع وما ملكت ايمانه ... هذا اذا كان يملك من ذلك الايمان المزعوم حتى شيئا يذكر اصلا وقد يكون قد خدع بالنص القرآني الذي يقول(يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ)....

صفوت جلال الجباري



#صفوت_جلال_الجباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وانتصرت الارادة الامريكية بتسلق البعث السلطة للمرة الثالثة
- جبال قنديل أصلد من رأسك الخاوي..... أيها القارض القرضاوي
- صفعة اخرى في وجه أحفاد هولاكو ...
- لولا نواب حركة التغيير:::: لكان الفأس وقع بالرأس
- في كوردستان .... بشائر السلام شمالا ورياح التغيير جنوبا... ا ...
- في كوردستان .... بشائر السلام شمالا ورياح التغيير جنوبا...ال ...
- حركة التغيير في كوردستان ..... لماذا والى اين
- شعب مظلوم وقيادة عاجزة ... الجزء الرابع
- شعب مظلوم وقيادة عاجزة ,, الجزء الثالث
- شعب مظلوم وقيادة عاجزة
- كيف اعتقل عبد الله اوجلان
- حوار حول جمعية الصداقة الكوردية الامازيغة
- كل شعب كوردستان معكم يا ثوار نوروز
- لماذا الاستقلال حلال على مليونين وحرام على أربعين مليونا.... ...
- الكورد .... ومعضلة كركوك
- يا شرفاء شعب كوردستان
- الملا كريكار ..... واحدث فضائحه
- صدام حسين ومحاولاته اليائسة لتجميل وجه نظامه البائد
- اين الشاهد الرئيسي في عمليات الانفال ايتها القيادات الكوردية
- العلم العراقي بين اوهام البعثين وقرارات العراقيين الشرفاء


المزيد.....




- متى يكون المسلمون أغلبية في أوروبا؟
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- فيديو خاص: نداء عاجل من طلاب موريتانيا إلى الأمة الإسلامية؟ ...
- خطة مدغشقر.. يوم قررت ألمانيا النازية ترحيل اليهود إلى مستعم ...
- بالفيديو.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تسهدف قاعدة -رام ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- اجعل أطفالك يمرحون… اضبطها الآن || تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- التردد الجديد.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 على عرب سات و ...
- السيد الحوثي:مكافحة الإرهاب مؤامرة الغرب لاحتلال الدول الإسل ...
- غضب إسرائيلي ويهودي بسبب شعار في متحف بمدريد


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفوت جلال الجباري - غزوة ستوكهولم